من المنتظر أن ينظم أسبوع الفيلم الإيفواري في نسخته الخامسة هذه السنة بقاعة سينما النهضة بالرباط من 28 أبريل إلى فاتح ماي 2025، من طرف المركز السينمائي المغربي بتعاون مع المكتب الوطني للسينما بالكوت ديفوار، وذلك في إطار اتفاقية الإنتاج المشترك والتبادل السينمائي الموقعة بين المملكة المغربية وجمهورية الكوت ديفوار بأبيدجان يوم 28 نونبر 2011 بهدف تعزيز التعاون السينمائي بين البلدين الصديقين.
يسعى هذا الحدث السينمائي إلى خلق إطار للقاءات بين مهنيي السينما المغربية ونظرائهم الإيفواريين بغية تعميق علاقات التعاون والإنتاج المشترك بين البلدين والعمل على تعريف الجمهور المغربي بالإنتاج السينمائي الإيفواري.
ومعلوم أن برنامج هذه الدورة الخامسة سيتضمن، كعادة الدورات السابقة، حفلا افتتاحيا وآخر اختتاميا، تلقى فيهما كلمات رسمية بالمناسبة ويتم فيهما تكريم بعض الشخصيات السينمائية وتقديم بعض الأفلام الجديدة وغير ذلك، وعروضا لستة أفلام إيفوارية حديثة الإنتاج. وسيشارك في هذه التظاهرة وفد هام تقوده المديرة العامة للمكتب الوطني للسينما بالكوت ديفوار، السيدة ديوماندي جونسون، ويضم ثلة من مهنيي السينما.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة الرابعة لهذا الأسبوع نظمت سنة 2022 بالخزانة السينمائية بطنجة (سينما الريف سابقا) على هامش الدورة 22 للمهرجان الوطني للفيلم. أما الدورة الثالثة فقد نظمت في شتنبر 2018 بقاعة الخزانة السينمائية المغربية بالرباط، في حين نظمت الدورة الثانية بقاعة الخزانة السينمائية بالرباط سنة 2016 والدورة الأولى بقاعة الفن السابع بالرباط سنة 2014.
الملاحظ أن جديد هذه الدورة يتمثل في استبدال قاعة الخزانة السينمائية المغربية (المتواجدة بمقر المركز السينمائي المغربي) بقاعة سينما النهضة (بشارع محمد الخامس في قلب العاصمة الرباط)، ولعل هذا الإختيار المناسب سيجعل الإقبال على مشاهدة الأفلام الإيفوارية أفضل بكثير من حالة الكراسي الفارغة التي لوحظت في دورات سابقة.
وهنا نتساءل: هل سيكون لإدارة الخزانة السينمائية المغربية، برئاسة المخرجة نرجس النجار، حضور ومشاركة في تنظيم وتنشيط هذا الحدث السينمائي أم أن الأمر سيوكل للإداريين التابعين للمركز السينمائي المغربي فقط؟ هل هناك تنسيق بين الإدارتين (المركز والخزانة) من أجل إنجاح هذا الأسبوع السينمائي ثقافيا وفنيا؟ أليس هناك تفكير من طرفهما، بتنسيق مع الطرف الإيفواري، في إعداد وطبع كتب ومنشورات محترمة تعرف بالسينما الإيفوارية والسينما المغربية عوض الإقتصار على الشفوي وبعض المطبوعات المتسرعة التي لا تشفي الغليل؟
نتمنى أن تضطلع خزانتنا السينمائية، بعد عودة الروح إليها مؤخرا، وبعد إعادة افتتاح قاعة الفن السابع، التي لا تبعد إلا بخطوات قليلة عن قاعة سينما النهضة، بدورها في التنشيط السينمائي والتعريف بمختلف تجارب السينما العالمية بما في ذلك التجربة الإيفوارية، وذلك من خلال تنظيم لقاءات (على الأقل) بين المبدعين السينمائيين الإيفواريين الحاضرين وعشاق السينما وما أكثرهم بالرباط.
كما نتمنى أن تتبع هذا الأسبوع السينمائي الإيفواري أسابيع أخرى لسينمات أجنبية لا نعرف عن بعضها إلا الشيء القليل، كما نتمنى أن يضع المشرفون على خزانتنا السينمائية برنامجا سنويا لأنشطتها وعروضها السينمائية بتعاون وشراكة مع الجمعية المغربية لنقاد السينما والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب وغيرهما من الجمعيات والمؤسسات التي لها اهتمامات مشتركة. كما ندعو وزارتنا في الشباب والثقافة والتواصل إلى التفكير بجدية في إحداث فروع لهذه الخزانة السينمائية الرباطية في مختلف جهات المملكة حتى يستفيد من خدماتها الثقافية والفنية جل المغاربة.
أحمد سيجلماسي
