بيوفيلموغرافيات مهرجانات و تظاهرات

تكريم المخرج مومن السميحي بمهرجان طنجة الدولي للفيلم

يتميز حفل افتتاح الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بطنجة، مساء الأربعاء 20 نونبر الجاري بقاعة سينما روكسي، بتكريم جد مستحق للمخرج السينمائي الكبير مومن السميحي.

فيما يلي الورقة التي يتضمنها عنه الكتيب السادس (سينمائيون رواد بيننا) من السلسلة التوثيقية “وجوه من المغرب السينمائي” الصادر في أكتوبر 2024 بقلم الأستاذ أحمد سيجلماسي:

بيوفيلموغرافيا:

بعد دراسته للفلسفة ابتداء من سنة 1964 بكلية الآداب بالرباط، التحق المخرج السينمائي مومن السميحي، المزداد يوم 25 غشت 1945 بطنجة، بمعهد الدراسات السينمائية العليا بباريس وحصل منه على دبلوم في الإخراج والإنتاج- المحافظة (الدفعة 22). لم يكن هذا المعهد مثيرا لاهتمامه بنفس القدر الذي كانت عليه الخزانة السينمائية وأفلامها الجيدة المنتقاة من مختلف بقاع العالم، حيث كان دائم الحضور لعروضها السينمائية. استفاد السميحي أيضا بالديار الفرنسية من دروس جامعية في العلوم الإنسانية وخاصة منها التحليل النفسي والسيميولوجيا والأنتروبولوجيا والسوسيولوجيا، كما اشتغل في الفترة من 1969 إلى 1975 مساعدا بالتلفزة الفرنسية (O.R.T.F) ومدرسا.

يعتبر مومن السميحي أحد رواد السينما المغربية البارزين، وذلك لاعتبارات ثلاثة هي:

أولا، لأنه ساهم إلى جانب رواد آخرين كحميد بناني ومصطفى الدرقاوي وأحمد بوعناني وغيرهم في الإنطلاقة الحقيقية للسينما المغربية كإبداع وثقافة (سينما المؤلف أو سينما الاتجاه الثقافي) من خلال إخراجه لفيلمين، أحدهما قصير والآخر طويل، خلفا صدى طيبا في أوساط النقاد السينمائيين والصحافة المتخصصة وأطر حركة الأندية السينمائية في عصرها الذهبي. يتعلق الأمر بباكورة أعماله “السي موح لا حظ لك” (1970)، وهو فيلم قصير صوره بباريس، وخصوصا بفيلمه الروائي الطويل “الشرقي أو الصمت العنيف” (1975) من بطولة عبد القادر مطاع وليلى الشنا وآخرين، الذي حصد عدة جوائز وأصبح يعد من كلاسيكيات السينما المغربية.

ثانيا، لأن له حضور وازن في حقل الثقافة السينمائية ببلادنا، فقد زاوج بين إبداع الأفلام والكتابة الفنية والفكرية في الصحف والمجلات المغربية والفرنسية وأصدر عددا من الكتب السينمائية، يوثق من خلالها لكتاباته والحوارات التي أجريت معه ويعرف ببعض كبار السينمائيين في العالم، يظهر من قراءتها انفتاحه على الثقافتين الغربية (الفرنسية أساسا) والمشرقية (المصرية بشكل خاص) وتمكنه من اللغتين العربية والفرنسية كتابة وحديثا. من بين هذه الكتب نذكر العناوين التالية: “حديث السينما 1” (2005)، “حديث السينما 2” (2006)، “الكتابة عن السينما” (2006)، “في السينما العربية” (2009)، “عبقريات سينمائية 1” (2012)، “الظل الدال” (2013)، “عبقريات سينمائية 2” (2013)….

ثالثا، لأن فيلموغرافيته غنية ومتنوعة نسبيا تضم أفلاما قصيرة ومتوسطة وطويلة صورت بكاميرات 16 و35 ملم والفيديو هي: “السي موح لا حظ لك” (1970)، ألوان على أجساد” (1972)، “الشرقي أو الصمت العنيف” (1975)، هذا الفيلم ساهم حميد بناني في إنتاجه، “مدن مغربية” (1978)، “44 أو أسطورة الليل” (1982)، “قفطان الحب منقط بالهوى” (1988)، “تقارير موجزة عن السينما المصرية” (1991)، “سيدة القاهرة” (1991)، “مع ماتيس في طنجة” (1993)، “مدينة باريس” (1995)، “جامع الفنا بالوكالة الوطنية للشغل” (1995)، “حوار حول تاريخ السينما” (فيديو- 1997)، “وقائع مغربية” (1999)، “العايل” (2005)، “الطفولة المتمردة” (2008)، “طنجاوي” (2012)، “مع طه حسين” (2015).

تتميز أفلام مومن السميحي بالمزاوجة بين البعدين الروائي والوثائقي وبحضور البعد التاريخي في الكثير منها مع الافتتان بالمعمار المتوسطي (الأروبي والعربي الإسلامي الأندلسي). كما تعكس رغبته العارمة في التوثيق للذاكرة الفردية والجماعية ولبعض المكونات الثقافية المحلية بالكاميرا. لا يفكر السميحي، كغيره من رواد سينما المؤلف، في الجماهير الغفيرة التي تشاهد الأفلام في أسابيع قليلة وإنما ينجز أفلامه لكي تشاهد لعدة سنوات من طرف عشاق السينما المثقفين.

تجدر الإشارة إلى صدور كتابين حول تجربته السينمائية الأول بالعربية والفرنسية بعنوان “سينما مومن السميحي.. قلق التجريب وفاعلية التأسيس النظري” (2010)، من منشورات جمعية القبس للسينما والثقافة بالرشيدية، والثاني بالانجليزية بعنوان “الحداثة العربية بالسينما العالمية: أفلام مومن السميحي نموذجا” (2020) للباحث بيتر ليمبريك (Peter Limbrick) ضمن منشورات جامعة كاليفورنيا الأمريكية.

Exit mobile version