ديسمبر 22, 2024
دليل الأفلام مهرجانات و تظاهرات

لماذا لا يعطي مهرجاننا الوطني الأولوية في اختياراته لأفلامنا الجديدة؟

كل المهرجانات السينمائية في العالم تشترط للمشاركة داخل مسابقاتها الرسمية وخارجها أن تكون الأفلام المرشحة جديدة أي لم تعرض بعد لا في القاعات السينمائية ولا في المهرجانات أو المنصات الرقمية. أما المهرجان الوطني للفيلم بطنجة فلا يتضمن قانونه المنظم هذا الشرط، كما هو الحال مثلا بالنسبة لأكبر مهرجان سينمائي دولي ينظم ببلادنا (مهرجان مراكش)، بل يسمح لكل الأفلام الجديدة (التي لم يسبق عرضها) وغير الجديدة (التي سبق عرضها) بالمشاركة في مسابقاته وفي فقرة البانوراما.

من الأفلام المغربية الروائية الطويلة الجديدة، التي لم تعرض لحد الساعة، والمحتمل أن تكون جاهزة ومرشحة من قبل منتجيها للعرض، لأول مرة عالميا، في الدورة المقبلة لمهرجاننا الوطني، المزمع تنظيمها بقاعات وفضاءات مختلفة بطنجة من 18 إلى 26 أكتوبر القادم، نشير إلى العناوين التالية: “أفريكا بلانكا” (2024) لعز العرب العلوي، “شلومو” (2024) لمحمد مروازي، “نوبة العشاق” (2024) لكمال كمال، “شتاء بارد” (2024) لغزلان أسيف، “حب في الداخلة” (2024) لخالد براهيمي، “جثة على ضفة مارتشيكا” (2024) لمحمد فوزي (أكسيل)، “حكاية ميم” (2024) لحكيم بلعباس، المرجة الزرقا” (2024) لداوود أولاد السيد، “الجرح” (2024) لسلوى الكوني، “الوترة” (2024) لإدريس الروخ، “راضية” (2024) لخولة أسباب بن عمر، “ميرا” (2024) لنو الدين لخماري، “وشم الريح” (2024) لليلى التريكي، “حرب الستة اشهر” (2024 ) لجيلالي فرحاتي، “حق حضانة” (2024) لسناء عكرود، “الممثلة” (2024) لحسن غنجة، “برو” (2024) لمنصور الملالي، “كارافان” (2024) لمحمد أمين مونة، “أميرة جبل عصفور” (2024) لكمال كمال، “عرس مغربي فرنسي” (2024) لمحمد فكران، “بنت الفقيه” (2024) لحميد زيان، “أرض الملائكة” (2024) لرشيد فكاك، “البوز” (2024) لدمنة بونعيلات …

وإذا أضفنا إليها العناوين الأخرى التالية: “كابو نيغرو” (2024) لعبد الله الطايع و”404.01″ (2024) ليونس ركاب و”الأميرة الأخيرة” (2024) لهشام حجي و”البحر لبعيد” (2024) لسعيد حاميش بالعربي و”الكل يحب تودا” (2024) لنبيل عيوش و”الثلث الخالي” (2023) لفوزي بن السعيدي و”عصابات” (2023) لكمال لزرق و”أرض الطيور” (2023) لليلى كيلاني و”أنا ماشي أنا” (2023) لهشام الجباري و”على الهامش” لجيهان البحار و”أنيماليا” (2023) لصوفيا العلوي و”كواليس” (2023) لمحمد خليل بنكيران وعفاف بن محمود و”الصندوق” (2023) لسعيد بن تيقة و”55″ لعبد الحي العراقي و”جوج هما اللي بقاو” (2023) لربيع شجيد و”آخر اختيار” (2023) لرشيدة السعدي و”مذكرات” (2023) لمحمد الشريف الطريبق و”مروكية حارة” (2023) لهشام العسري و”نادين” (2023) لرشيد محب إدريسي وغيرها، وهي الأفلام التي سبق عرضها، داخل المغرب أو خارجه، قبل انعقاد دورة أكتوبر 2024 لمهرجاننا الوطني، يصبح أمام لجنة الإختيار كم لا يستهان به من الأفلام المتفاوتة القيمة إبداعيا.

إذا تأملنا هذا الكم الفيلموغرافي المتكاثر من سنة لأخرى، نلاحظ أنه ينقسم إلى صنفين أساسيين: صنف يساهم في إنجازه فنانون وتقنيون مغاربة مائة بالمائة، وصنف تحضر فيه نسبة من التقنيين الأجانب تتفاوت من فيلم لآخر. وعليه نقترح أن تحظى أفلام الصنف الأول بأولوية من لدن لجنة الإنتقاء الأولي ولجنة التحكيم، تشجيعا لصناع السينما المغاربة على مستويات التصوير والصوت والمونطاج والموسيقى والسيناريو، إذ لا يعقل أن تؤول جوائز هذه التخصصات إلى تقنيين أجانب على حساب التقنيين المغاربة، ألسنا في مهرجان وطني أغلب الأفلام المشاركة فيه من إنتاج ذاتي أو بدعم من المال العمومي؟

كما نقترح أن يعاد النظر في القانون المنظم لمسابقات المهرجان الوطني، بإضافة شروط من بينها عدم السماح لأي فيلم سبق عرضه داخل المغرب أو خارجه بالمشاركة في المسابقات الرسمية للمهرجان الوطني، خصوصا الأفلام المستفيدة من التسبيق على المداخيل، مع الرفع من القيمة المالية للجوائز كنوع من التحفيز. فلا يعقل أن تعرض أفلامنا الجديدة في مهرجانات أخرى قبل مهرجاننا الوطني، ولا يعقل أن تتنافس أفلام وفرت لها إمكانيات مالية وتقنية معتبرة من الخارج مع أفلام أنجزت بإمكانيات محلية جد محدودة. ينبغي أن يكون معيار الإختيار ومنح الجوائز هو في آن واحد التميز الإبداعي وحضور البصمة المغربية في الشكل والمضمون معا. فلا يمكن تجويد المنتوج السينمائي الوطني بدون تشجيع المبدعين المحليين الحقيقيين، لأن الفيلم ليس تقنية عالية الجودة فحسب بل هو أيضا رؤية ثقافية تعكس ارتباطا بأرض وإنسان لهما جذور في التاريخ والحضارة.

أحمد سيجلماسي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X