بعد تنظيم الدورة السادسة لمهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية بتافراوت من 7 إلى 11 غشت الجاري، من المنتظر أن تنظم الدورة التاسعة لمهرجان السعيدية السينمائي (سينما بلا حدود) في الفترة من 28 إلى 31 من نفس الشهر. هذا علما بأن الدورة السادسة لمهرجان سيني بلاج الهرهورة، التي كان مبرمجا تنظيمها من 27 إلى 31 غشت 2024، قد أجلت إلى السنة القادمة بسبب الدعم الهزيل (150 ألف درهم) الذي خصصته لها لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية برسم الدورة الثانية للسنة الجارية.
وبالعودة إلى مهرجان تافسوت نلاحظ أن البعد المغاربي غائب بالمرة في البرنامج العام لدورته السادسة، سواء على مستوى الأفلام المعروضة داخل المسابقة الرسمية (شاركت فيها ثمانية أفلام مغربية قصيرة فقط من بينها: “أسيف” لياسين آيت فقير و”نفس” لمنير علوان” و”الطريق المجهول” لعبد الكبير نيشان و”لحساب” لحمزة دقون وحمرة المعزي و”رسائل من ألوان” لنور الدين بادي…) وخارجها (فقرة البانوراما التي عرضت فيها الأفلام المغربية التالية: الروائي الطويل “عرق الشتا” لحكيم بلعباس والروائيان القصيران “نحو المجهول” و”سطوب” لبلال طويل) أو على مستوى تشكيلة لجنة التحكيم (الأعضاء الثلاثة كلهم مغاربة: حكيم بلعباس، ميلود الحبشي، عبد الله شاكيري) أو على مستوى الماستر كلاس (مع رئيس لجنة التحكيم المخرج المغربي حكيم بلعباس) أو على مستوى الشخصيات المكرمة: (المخرجة المغربية فاطمة بوبكدي (أمازيغية من الجنوب) والممثلتين المغربيتين رجاء خرماز (أمازيغية من الأطلس) وشيماء العلاوي (أمازيغية من الريف).
وباستثناء الفيلم الطويل الوحيد والجميل “عرق الشتا” لحكيم بلعباس، فباقي الأعمال القصيرة عبارة عن أفلام هواة أو أفلام تربوية أو أفلام مستقلة متفاوتة القيمة الفنية، جلها إن لم نقل كلها شارك بها أصحابها سابقا في مجموعة من التظاهرات السينمائية خارج الوطن أو داخله بمختلف مدن المملكة، زد على ذلك أنها ليست كلها ناطقة بالأمازيغية أو تحسب على السينما الأمازيغية. وهنا نتساءل: أين يتجلى الطابع الأمازيغي المغاربي سينمائيا في أنشطة هذا المهرجان الذي يحمل إسم مهرجان “السينما الأمازيغية المغاربية”؟؟؟
أحمد سيجلماسي