يتميز حفل اختتام الدورة 11 لمهرجان رأس سبارطيل الدولي للفيلم، الذي سيحتضنه مركز دار الشباب حسنونة مساء السبت 26 أبريل الجاري ابتداء من الساعة 18، بتكريم مستحق للباحث في تاريخ الفن الدكتور مصطفى أقلعي ناصر. كما يتميز حفل افتتاح هذه الدورة الجديدة للمهرجان المذكور، الذي سيحتضن فقراته المتنوعة المركز الثقافي أحمد بوكماخ يوم الخميس 24 أبريل الجاري ابتداء من السادسة مساء، بتكريم مستحق للمبدع السينمائي والموسيقي كمال كمال.
فيما يلي ورقة مركزة تسلط بعض الأضواء على المسيرة الفنية لهذا الأخير:
كمال كمال : من الموسيقي إلى السينما.
المبدع كمال كمال، واسمه الحقيقي كمال الدين بنعبيد، من مواليد 23 يونيو 1961 ببركان (المغرب الشرقي)، درس الموسيقى الغرناطية والموسيقى الكلاسيكية بكونسيرفاتوار وجدة من 1970 إلى 1978، كما حصل على الإجازة في الأدب الفرنسي بجامعة محمد الأول بوجدة (كلية الآداب والعلوم الإنسانية) سنة 1984 واستفاد من دروس نظرية وتطبيقية في تقنيات كتابة السيناريو بالكونسيرفاتوار الحر للسينما الفرنسية (CLCF) بباريس لمدة ثلاث سنوات ابتداء من سنة 1993.
يمارس حاليا التأليف الموسيقي وكتابة السيناريو، كما يمارس الإنتاج والإخراج للسينما والتلفزيون. ويمكن اعتباره من المخرجين العصاميين الذين دفعهم عشقهم للإخراج إلى تعلم تقنياته والإستئناس بآلياته عبر الممارسة الميدانية وعبر الإحتكاك بالتقنيين والمخرجين المحنكين. وبهذا يشكل خير مثال للسينمائيين الشباب والهواة للإقتداء به وبتجربته الإبداعية الشمولية، فقد جمع بين كتابة الشعر وعشق الأدب والفنون وبين الإنفتاح منذ نعومة أظافره على عوالم الموسيقى المختلفة، كما انجذب بروحه المغامرة إلى عوالم تنظيم المهرجانات الموسيقية بالجهة الشرقية للمملكة: إدارته لمهرجان الفنون الشعبية بالسعيدية سنة 1986 وتأسيسه لمهرجان الراي بوجدة سنة 1988، وإنتاج الأعمال السمعية البصرية وعلى رأسها المسلسل التلفزيوني “إدريس الأكبر” سنة 1991 بمشاركة ممثلين من المغرب ومصر ولبنان في ثلاثين حلقة بلغت ميزانيتها آنذاك ثمانية ملايين درهم.
انطلقت مسيرة كمال كمال الإخراجية بالوصلات الإشهارية والفيديوكليبات، التي أخرجها لفائدة التلفزة المغربية، وشيئا فشيئا بدأ يتمكن من أدوات التعبير السينمائي والسمعي البصري، الشيء الذي حفزه على كتابة وإخراج أول أفلامه الروائية الطويلة “طيف نزار” (2002)، الناطق بالعربية الفصحى والحاصل على جائزة أول عمل بمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، وأتبعه بخمسة أفلام أخرى تحضر في أغلبها الموسيقى بشكل ملحوظ هي “السمفونية المغربية” (2005) و”الصوت الخفي” (2013) و”نذيرا” (2018) و”نوبة العشاق” (2024) و”وحده الحب” (2024). وقد حصل فيلمه “الصوت الخفي” سنة 2014 على ثلاث جوائز بمهرجان طنجة الوطني للفيلم: الجائزة الكبرى، جائزة الموسيقى، جائزة الصوت. كما حصل نفس الفيلم أيضا على الجائزة الكبرى (جائزة عثمان صامبين) لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2014 وجائزة “سعد الدين وهبة” في الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي … أما فيلمه الأخير “وحده الحب” فقد فاز بالجائزة الثانية (جائزة الإنتاج) لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة 24 للمهرجان الوطني للفيلم المنظمة بطنجة من 18 إلى 24 أكتوبر 2024.
إلى جانب وضع الموسيقى لأفلامه، أنجز كمال كمال الموسيقى التصويرية لمجموعة من الأفلام السينمائية المغربية. من بين الأفلام التي حصل على جائزة الموسيقى التصويرية التي وضعها لها نذكر فيلم “العبد” (2023) لعبد الإله الجوهري، وذلك في الدورة 33 لمهرجان “أيام قرطاج السينمائية” بتونس.
من أعماله التلفزيونية نشير إلى العناوين التالية: أفلام “سيد الغابة” (2004) و”الركراكية” (2007)، الذي احتفى فيه بالفن التشكيلي، و”الصالحة” (2009)، الذي احتفى فيه بفن العيطة، ومسلسل “الحياني” (2012)، حول المطرب المغربي محمد الحياني، وسيتكوم “عائلة محترمة جدا” (2005)…
الملاحظ أن أعمال كمال كمال السينمائية والتلفزيونية تحضر فيها الموسيقى بقوة، ويرجع سبب ذلك إلى ممارسته للموسيقى وتعلمه لها منذ الصغر وإلى انجذابه وهو طفل إلى الأفلام الهندية بأغانيها وموسيقاها وألوانها وغير ذلك من التوابل المعروفة، فمشاهداته للأفلام الإستعراضية (المصرية والهندية وغيرها) واستمتاعه بموسيقاها في مراحل الطفولة (رفقة والده) والمراهقة والشباب هي التي رسخت لديه عشق السينما.
تجدر الإشارة إلى أن المخرج كمال الدين بنعبيد، زيادة على إبداعاته السينمائية والتلفزيونية والموسيقية المختلفة، ساهم ولا يزال في تأطير العديد من الورشات التكوينية في تقنيات كتابة السيناريو، كما ترأس أو شارك في لجن تحكيم مسابقات الأفلام هنا وهناك.
أحمد سيجلماسي

