ديسمبر 23, 2024
أخبار مهرجانات و تظاهرات

تكريم مصطفى العلواني بمهرجان سطات الوطني لفيلم الهواة

لعل أهم ما تميز به حفل افتتاح الدورة 16 للمهرجان الوطني لفيلم الهواة، ليلة الثلاثاء 10 دجنبر الجاري بالمركز الثقافي لمدينة سطات، هو التكريم الباذخ الذي حظي به الصديق مصطفى العلواني من طرف إدارة المهرجان وجمعية الفن السابع، المنظمة لهذا العرس السينمائي السنوي بدعم من المركز السينمائي المغربي والمجلس الجماعي للمدينة والإدارة الإقليمية لوزارة الثقافة بها وجهات أخرى. وقد تضمنت فقرة هذا التكريم عرض شريط قصير يعرف بالمحتفى به عبر حوار معه حول ارتباطه الوثيق منذ طفولته بوالده المولوع بالتصوير، واحتكاكه الأولي بالسينما سنة 1967 واكتشافه لعوالم مختلف قاعاتها بالدار البيضاء، وانخراطه في حركة الأندية السينمائية (نادي العزائم ونادي العمل أساسا)، وتصوره للنقد السينمائي، والنصوص التي كتبها حول السينما ونشرها بمنابر صحافية مختلفة (أكثر من 170 نصا)، والأفلام التي شاهدها أو أعجب بها أكثر من غيرها، وغير ذلك من الأمور المرتبطة بالسينما وثقافتها. والمفيد في هذا الشريط، الذي يمكن اعتباره بمثابة وثيقة سمعية بصرية مهمة حول العلواني وعوالمه وأفكاره ومختلف مراحل مسيرته الجمعوية والنضالية والثقافية، أنه تضمن صورا فوتوغرافية له من مختلف مراحل عمره ووثائق أخرى.

لم يقتصر برنامج هذه الفقرة التكريمية على عرض هذا الشريط/الوثيقة، بل تضمن أيضا شهادة  ألقاها في حقه صديقه الأديب والصحافي سعيد منتسب سلط من خلالها الضوء على أهم ما تتميز به شخصية العلواني من صفات تجعل منه “مفردا بصيغة الجمع”. كما تضمن أيضا استقبالا حارا للعلواني من طرف الجمهور، الذي غصت به القاعة عن آخرها، وتسلمه للوحة تشكيلية وشهادة وذرع التكريم من يد السيدة نادية فضمي، رئيسة المجلس الجماعي لمدينة سطات، والأستاذة بشرى بقلوش، المديرة الإقليمية لوزارة الثقافة بسطات، والفنان عمر السيد، قيدوم “ناس الغيوان”، وصاحب اللوحة. وفي كلمة له بالمناسبة شكر العلواني كل من ساهم في هذه اللحظة التكريمية التي ستظل خالدة في ذهنه مؤكدا على أن الهواية شيء جميل وعلى الإنسان أن يظل هاويا طيلة حياته.

وتحت عنوان “مصطفى العلواني رجل صادق ويقظ وجذاب”، تضمن كاتالوغ الدورة 16 للمهرجان الوطني لفيلم الهواة، المنظمة من 10 إلى 14 دجنبر 2024، الورقة التعريفية  التالية:

“بعد استقرار الأب بالدار البيضاء سنة 1936 وزواجه سنة 1938، ولد مصطفى سنة 1954 سادسا ضمن 10 أخوات وإخوة. بعد دراسته الإبتدائية والإعدادية، رفض مصطفى الدراسة بشعبة المحاسبة التي كان الأب يلح على دخول ابنه صفها. وبعد توقف قصير سينال البكالوريا سنة 1977 بثانوية الإدريسي الحرة بدرب السلطان ليتوجه إلى جامعة محمد الخامس بالرباط وينال هناك، سنة 1981، شهادة الإجازة في شعبة الفلسفة بامتياز حول موضوع السوسيولوجيا الكولونيالية المؤطر من طرف الأستاذ محمد كسوس.

سيعين بمدينة الكارة لمدة سنتين كمدرس لينتقل بعدها إلى الدار البيضاء ويشتغل بمؤسسات إعدادية وثانوية بأحياء البرنوصي وابن مسيك وسيدي مومن وعين السبع.

مصطفى العلواني معروف في الأوساط النقابية والحزبية وخصوصا في المجال السينمائي. فهو سينيفيلي وعضو سابق لنادي العمل السينمائي وناقد سينمائي نشرت مقالاته بجرائد مثل “الاتحاد الاشتراكي” ومواقع إخبارية وفنية مثل “سينيفيليا” و”أنوار” و”هسبريس”… وتتميز كتاباته بمواقفه تجاه أعمال سينمائية وتنظيمات جمعوية تشتغل على الثقافة السينمائية وخصوصا قرارات وتدابير رسمية تهم المجال السينمائي عامة. وبذلك أصبح صوتا مسموعا يتطلع لسماعه متتبعو ما يجري بالمشهد الثقافي السينمائي المغربي في المقالات الصحفية وعلى صفحات التواصل الإجتماعي وفي كواليس الملتقيات السينمائية… أوصاف أعطته جاذبية خاصة جعلت كل الفئات المشتغلة بالحقل السينمائي تتقرب إليه وتربط علاقات ودية به وتحاول أن تتعرف على آرائه الصريحة والتي غالبا ما تكون صائبة…”.

تجدر الإشارة إلى أنه، بالإضافة إلى فقرة تكريم الناقد السينمائي مصطفى العلواني، تضمن  برنامج حفل افتتاح الدورة 16 للمهرجان الوطني لفيلم الهواة، الذي نشطته باقتدار المبدعة سناء فاضل، فقرات أخرى هي: كلمات رئيسة المجلس الجماعي والمديرة الإقليمية لوزارة الثقافة ومدير المهرجان ورئيس جمعية الفن السابع (سعيد النظام) والمدير الفني للمهرجان (ضمير اليقوتي)، و”لحظة العشق السينمائي”، وهي عبارة عن عرض فيديو يتكون من مقاطع صامتة من تسعة أفلام مغربية تعكس فضاءات مختلفة على أنغام عزف مباشر للموسيقيين البارعين الأستاذين منير لهبوب (الأورك) وفؤاد لكريتي (العود).. الأفلام هي تباعا: “وشمة” لحميد بناني (القرية كفضاء للتنشئة الإجتماعية الفاشلة)، “شمس الربيع” للطيف لحلو (الدار البيضاء كمدينة عصرية للعزلة وخيبات الأمل)، “ألف يد ويد” لسهيل بنبركة (محترفات الصناعة التقليدية كفضاءات للإستغلال البشري)، “أفراح صغيرة” لمحمد الشريف الطريبق (أزقة وأسطح المنازل كفضاءات للأسرار الحميمية والعاطفية)، “يا خيل الله” لنبيل عيوش (المدن الصفيحية بالدار البيضاء كأرض خصبة للإرهاب)، “الحال” لأحمد المعنوني (الأحياء الهامشية بالدار البيضاء كتربة للإبداع الفني)، “بولنوار” لحميد الزوغي (بولنوار كأرض لاستغلال كولونيالي للمناجم والبشر)، “وليلي” لفوزي بن السعيدي (الفيلا الكبيرة مفضاء للإسراف والإذلال)، “الأندلس مونامور” لمحمد نظيف (المغرب المتوسطي كفضاء للإتجار غير المشروع والأحلام المفقودة).

بعد تقديم تشكيلة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، برئاسة محمد نظيف وعضوية أمل الأطرش ومحمد الشوبي وثريا الحضراوي وشعيب حليفي، ومؤطري الورشات التكوينية: محمد مونا (التصوير) وعبد القادر المنصور (السيناريو) وسعيد المزواري (التحليل الفيلمي) وأمل الأطرش (أداء الممثل)، وضيف اللقاء الخاص “لحن نضال وهوية..” الفنان سعيد المغربي، تم عرض فيلم الإفتتاح “إخوة الرضاعة” (2024) بحضور وتقديم مخرجته الشابة كنزة التازي ومنتج الفيلم والدها محمد عبد الرحمان التازي. 

من سطات: أحمد سيجلماسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X