بحضور عينة من أطفال المدارس وأساتذتهم وشباب مهتمين وضيوف المهرجان وغيرهم، غصت بهم القاعة الكبرى لمركز الإستقبال، تم صباح الجمعة فاتح نونبر الجاري عرض ومناقشة الفيلم الوثائقي “الحدود الجنوبية” (2020- 73 د) للمخرج الإسباني الفرنسي جوزيف غورديل (Joseph Gordillo) .
ومعلوم أن هذا الفيلم، الذي يرصد ويتابع مآل أطفال تمكنوا من دخول مدينة مليلية ووجدوا أنفسهم في سجن مفتوح ينبغي الهروب منه بأية وسيلة ممكنة، قد برمج عرضه في إطار فقرة جديدة من فقرات برنامح الدورة 24 لمهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير بعنوان “بطاقة بيضاء” بتعاون مع المخرجة المغربية الفرنسية مليكة زعيري، مديرة المهرجان الدولي لأفلام حماية الطفولة بباريس، وذلك لتناول موضوع الهجرة السرية من منظور إنساني وثقافي.
بعد عرض هذا الفيلم، الذي يصور معاناة أطفال الهجرة السرية ويوثق قصصهم بالتركيز على البعد النفسي، فتح باب النقاش حوله بين المنشطة مليكة والجمهور الحاضر وطرحت خلاله العديد من الأسئلة حول هجرة الأطفال والمراهقين بشكل خاص وما يرتبط بها من قضايا ذات طبيعة إنسانية. وبهذا النقاش المثمر تم التأكيد على أهمية السينما كوسيلة للتحسيس بمخاطر وسلبيات الهجرة السرية وغيرها من الظواهر الإجتماعية.
تهدف فقرة “بطاقة بيضاء”، حسب المنظمين، إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول التحديات التي يواجهها المهاجرون غير النظاميون وخصوصا الأطفال منهم، كما تهدف إلى تحسيس الأطفال والشباب المغاربة وأسرهم والكبار أيضا بواقع الهجرة السرية المرير وما يحبل به من مآسي، وذلك بغية ثنيهم عن الرغبة في مغادرة المغرب للوصول إلى أروبا بأي ثمن.
تجدر الإشارة إلى أن المخرجة مليكة زعيري، التي سبق لها أن شاركت في مهرجان سيدي قاسم ومهرجانات مغربية ودولية أخرى وحصدت العديد من الجوائز بأفلامها القصيرة المتمحورة حول الأطفال وبعض مشاكل الجاليات الأجنبية بفرنسا، قد شاركت بفيلمها الجديد “حكاية فكانسية” (2024) في أول عرض عالمي له بالمسابقة الرسمية لمهرجان سيدي قاسم في نسخته 24 وفازت به على الجائزة الكبرى.
من سيدي قاسم: أحمد سيجلماسي